ســــــــــــــــــــــــــــــــــايــــــــــــــــــــدم saidm

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبًا بك أخي الزائر ونتمنى لك زيارة موفقة وجيدة ونتمنى أن تكون بصحة وسعادة دائمة أنت وأهلك الكرام

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ســــــــــــــــــــــــــــــــــايــــــــــــــــــــدم saidm

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبًا بك أخي الزائر ونتمنى لك زيارة موفقة وجيدة ونتمنى أن تكون بصحة وسعادة دائمة أنت وأهلك الكرام

ســــــــــــــــــــــــــــــــــايــــــــــــــــــــدم saidm

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة

» دورة الإدارة المتكاملة لمراحل ونطاق سير المشروع وإدارة الوقت مركزالتدريب الدولي ITR
بحث عن الأدمان وتعاطي المخدرات والعلاج Emptyالثلاثاء مارس 26, 2024 6:12 pm من طرف مركز ITR

» دورة القائد الماستر - مهارات إدارة المشاريع والإدارة مركزالتدريب الدولي ITR
بحث عن الأدمان وتعاطي المخدرات والعلاج Emptyالثلاثاء مارس 26, 2024 5:59 pm من طرف مركز ITR

» ورشة عمل متقدمة في التحكم وإدارة المشاريع والأدوات التعاقدية الناجحة مركزالتدريب الدولي ITR
بحث عن الأدمان وتعاطي المخدرات والعلاج Emptyالثلاثاء مارس 26, 2024 5:56 pm من طرف مركز ITR

» دورة إدارة المشاريع#دورات#تدريبية#معتمدة# مركزالتدريب الدولي ITR
بحث عن الأدمان وتعاطي المخدرات والعلاج Emptyالثلاثاء مارس 26, 2024 5:52 pm من طرف مركز ITR

» دورة أساسيات إدارة المشاريع#دورات# إدارة#المشروعات# الهندسية#
بحث عن الأدمان وتعاطي المخدرات والعلاج Emptyالثلاثاء مارس 26, 2024 5:44 pm من طرف مركز ITR

» دورة معالجة النفط الخام#دورات#البترول#والنفط##تعقد في القاهرة # دبـــــي#شرم الشيخ #اسطنبول
بحث عن الأدمان وتعاطي المخدرات والعلاج Emptyالثلاثاء مارس 26, 2024 5:27 pm من طرف مركز ITR

» دورة حماية البيئة و إدارة النفايات مركزالتدريب الدولي ITR
بحث عن الأدمان وتعاطي المخدرات والعلاج Emptyالثلاثاء مارس 26, 2024 4:54 pm من طرف مركز ITR

» دورة تنظيم حركة النقليات في صناعة البترول والغاز#دورات#فى هندسة#البترول#والغاز#
بحث عن الأدمان وتعاطي المخدرات والعلاج Emptyالثلاثاء مارس 26, 2024 4:35 pm من طرف مركز ITR

» دورة إدارة المخزون النفطي مركزالتدريب الدولي ITR
بحث عن الأدمان وتعاطي المخدرات والعلاج Emptyالثلاثاء مارس 26, 2024 4:27 pm من طرف مركز ITR

التبادل الاعلاني

احداث منتدى مجاني

التبادل الاعلاني

احداث منتدى مجاني

    بحث عن الأدمان وتعاطي المخدرات والعلاج

    saidm
    saidm
    Admin


    عدد المساهمات : 356
    نقاط : 1049
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 04/06/2009
    العمر : 48

    بحث عن الأدمان وتعاطي المخدرات والعلاج Empty بحث عن الأدمان وتعاطي المخدرات والعلاج

    مُساهمة من طرف saidm الثلاثاء أبريل 26, 2011 4:02 am


    تقديم
    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلق الإنسان فأكرمه، وفضله على سائر خلقه، وشرع له كل ما من شأنه أن يحفظ دينه ونفسه، وماله وعرضه، وعقله، وحرم عليه كل ما من شأنه أن يهلكه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ونشهد أنه قد بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الله تعالى به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك.
    ثم أما بعد…. فهذا بحث في موضوع ظاهرة تعاطي المخدرات "الأسباب ـ الآثار ـ العلاج"، بذلْنا فيه غاية جهدنا وقدر استطاعتنا، فإن كنا قد وفقنا في هذا العمل لما يهدف إليه، فهو بفضل من الله وبتوفيق منه، وإن كانت الأخرى وشاب البحث أي تقصير فمن نفسي ومن الشيطان، ولكن حسبنا أننا قدمنا لبنة متواضعة في مجال البحث العلمي والميداني الخاص بقضية المخدرات…. نسأل الله تعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناتنا وأن يتقبل منا هذا العمل.






    إهداء
    إلى كل مسلم يعتز بإسلامه ويغار عليه…..
    إلى كل عربي يعتز بوطنه…… مهتم بهمومه
    ومتفاعل مع قضاياه….
    أهدي هذا العمل

    مقدمة البحث
    المخدرات هي الآفة الخطيرة القاتلة التي بدأت تنتشر في الآونة الأخيرة في كافة المجتمعات بشكل لم يسبق له مثيل، حتى أصبحت خطراً يهدد هذه المجتمعات وتنذر بالانهيار.
    والمخدرات هذه السموم القاتلة، ثبت من الأبحاث والدراسات العلمية أنها تشل إرادة الإنسان، وتذهب بعقله، وتحيله بها لأفتك الأمراض، وتدفعه في أخف الحالات إلى ارتكاب الموبقات. وتبعاً لانتشار هذه المخدرات ازداد حجم التعاطي، حتى أصبح تعاطي المخدرات وإدمانها وترويجها مصيبة كبرى ابتليت بها مجتمعاتنا الإسلامية في الآونة الأخيرة، وإن لم نتداركها ونقض عليها ستكون بالتأكيد العامل المباشر والسريع لتدمير كياننا وتقويض بنيانه، لأنه لا أمل ولا رجاء ولا مستقبل لشباب يدمن هذه المخدرات، والخوف كل الخوف من مجتمع تروج فيه المخدرات، ذلك لأن الأفراد الذين يتعاطون المخدرات يتطور بهم الحال إلى الإدمان والمرض والجنون، ليعيشوا بقية عمرهم ـ إذا امتد بهم العمر ـ في معزل عن الناس وعلى هامش الحياة لا دور لهم ولا أمل.
    وبزيادة إقبال الشباب على تعاطي المواد المخدرة، لم يعد الأمر مقتصراً على مجرد حالات فردية يمكن التعامل معها، من خلال المنظور الفردي، سواء بالعلاج الطبي أو الجنائي، بل تحول الأمر إلى ظاهرة اجتماعية، بل مأساة اجتماعية خطيرة، وهنا لابد أن ننظر إليها من مستوى اجتماعي وقومي.
    ومن خلال هذه الدراسة نساهم في جلاء هذا الأمر ووضعه في مكانه الصحيح، لأن وضع قضية الإدمان في حجمها الحقيقي، بالأرقام والإحصاءات وتقدير حجم المخاطر والصعاب، يحدد ماهية الأدوار المطلوبة لمواجهتها، وكذلك الكيفية بالطرق المناسبة مع البيئة التي نعيش فيها بظروفها الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.

    وتأتي أهمية هذا البحث من:
    - أن الإدمان أنشب مخالب الموت في عنق المجتمع العربي الإسلامي إلى أعماق دامية، فأصبح يهددها أخطر تهديد، بحرمانها من أعز ما تملك، ألا وهو شبابها، رصيدها في بناء الحاضر والمستقبل.
    - إن قضية الإدمان تأتي في مرتبة متقدمة من سجل الهموم العربية الإسلامية، بعد قضية التخلف والتنمية، التي تهتم بها كافة الدول العربية الإسلامية على السواء.
    - إن تعاطي المخدرات وإدمانها ـ خاصة بين الشباب ـ تعتبر العقبة الكبرى أمام جهود التنمية، بسبب ما يفرزه الإدمان من أمراض اجتماعية وانحرافات، وكذلك ما يحدثه من آثار اقتصادية وصحية وسياسية سيئة، تعتبر معوقات لعملية التنمية.
    - تستنزف المخدرات جزءاً كبيراً جداً من العملات الصعبة.
    - إن مافيا المخدرات قد أعلنت صراحة أن الدول العربية خاصة والإسلامية عامة، مستهدفة لتجارتها المحرمة، حيث يجدون فيها سوقاً رائجة، بجانب هدفهم الأساسي وهو تدمير شباب هذه البلاد الواعدة.
    - إن مشكلة إدمان المخدرات ليست مشكلة أمنية فحسب، بل هي مشكلة اجتماعية واقتصادية، وصحية ونفسية، ودينية وتربوية وثقافية، وبالتالي فهي تدخل في نطاق اهتمام معظم أجهزة الدولة ومؤسساتها، وبالتالي يجب أن يخطط لها مركزياً، وأن يتم علاجها في إطار خطة قومية شاملة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
    - أكد كثير من المتخصصين من رجال الدين والتربية والطب وعلم النفس على ضرورة مواجهة هذا الخطر الداهم على مستوى الوطن العربي، وأكدوا على أن أي دولة إن لم تقض على المخدرات، قضت عليها.
    ومن خلال هذا العمل نحاول أن نكشف الأبعاد المتعددة لظاهرة تعاطي المخدرات وآثارها، ووضع العلاج المناسب لها، بما يناسب ظروف مجتمعنا المختلفة، ولذلك تأتي أهمية العمل.

    هيكل البحث
    وأهم ما يهدف إليه هذا العمل هو:
    1- التعرف على المقصود "بالمخدرات" وأنواعها، وكيفية تعاطي كل نوع من هذه الأنواع وما يسببه من أضرار.
    2- معرفة الأبعاد التاريخية لظاهرة تعاطي المخدرات.
    3- معرفة الأسباب الكامنة وراء انتشار واتساع ظاهرة تعاطي المخدرات.
    4- التعرف على سمات الشخص المتعاطي للمخدرات، مما يساعد في الكشف المبكر لمتعاطي المخدرات، بهدف علاجه مبكراً.
    5- معرفة أضرار المخدرات وآثار تعاطيها: الصحية والاجتماعية، والتربوية والسياسية، والاقتصادية، على الفرد والمجتمع.
    6- معرفة حكم الإسلام في تعاطي المخدرات وانتشارها.
    7- تحديد دور كلّ من الأسرة والمدرسة والمسجد، ووسائل الإعلام المختلفة، في مواجهة ظاهرة تعاطي المخدرات ووضع العلاج لها.
    منهج البحث:
    يستخدم البحث المنهج الوصفي التحليلي لدراسة البيانات والمعلومات المتعلقة بالظاهرة، في الوقت المعاصر، ومن ثَمّ وضع توصيات ومقترحات تساعد في مواجهة الظاهرة، ووضع علاج حاسم لها.
    مصطلحات البحث:
    سيرد في هذا البحث مجموعة كبيرة من المصطلحات … سيتم توضيح كل منها في مكانه من هذا البحث.


    الفصل الأول
    ظاهرة تعاطي المخدرات
    - تعريف المخدرات
    - أنواع المخدرات
    - الإدمان وأسباب السقوط في أسره
    - كيفية التعرف على متعاطي المخدرات

    تعريف المخدرات:
    إن تعريف المواد المخدرة أمر هام، في سبيل فهم طبيعة هذه المواد، وخصائصها والنتائج والآثار المختلفة على تعاطيها وإدمانها … ولذلك سنبدأ به.
    المخدرات لغة:
    مشتقة من الخِدْر .. وهو ستر يُمد للجارية في ناحية البيت، والمخَدر والخَدَر: الظلمة، والخدرة: الظلمة الشديدة، والخادر: الكسلان، والخَدرُ من الشراب والدواء: فتور يعتري الشارب وضعف.(1)
    أما المخدرات اصطلاحاً:
    فلم نجد تعريفاً عاماً جامعاً يتفق عليه العلماء المتخصصون، بحيث يوضح مفهوم المواد المخدرة بوضوح وجلاء، وإن كان هناك مجموعة من التعريفات الاصطلاحية للمخدرات، حيث عرفت المخدرات بأنها:
    - المادة التي يؤدي تعاطيها إلى حالة تخدير كلي أو جزئي مع فقد الوعي أو دونه، وتعطي هذه المادة شعوراً كاذباً بالنشوة والسعادة، مع الهروب من عالم الواقع إلى عالم الخيال.
    - هي كل مادة خام أو مستحضرة تحتوي على جواهر منبهة أو مسكنة من شأنها إذا استخدمت في غير الأغراض الطبية والصناعية الموجهة أن تؤدي إلى حالة من التعود والإدمان عليها مما يضر بالفرد والمجتمع جسمياً ونفسياً واجتماعياً.
    - هي كل مادة تؤدي إلى افتقاد قدره الإحساس لما يدور حول الشخص المتناول لهذه المادة أو إلى النعاس، وأحياناً إلى النوم لاحتواء هذه المادة على جواهر مضعفةأومسكنة أو منبهة، وإذا تعاطاها الشخص بغير استشارة الطبيب المختص أضرته جسمياً ونفسياً واجتماعيا.(1)
    ويعرفها البعض من خلال زاويتين كالتالي:
    هي كل مادة تعمل على تعطيل أو تغيير الإحساس في الجهاز العصبي لدى الإنسان أو الحيوان، وذلك من الناحية الطبية، أما الناحية الشرعية: فهي كل مادة تقود الإنسان إلى الإدمان وتؤثر بصورة أو بأخرى على الجهاز العصبي.(2)
    ويعرفها بعض الباحثين من خلال زاويتين مختلفتين: إحداهما علمية، والأخرى قانونية، فيعرفها:
    *علمياً: بأن المخدر هو مادة كيميائية تسبب النعاس والنوم ،أو غياب الوعي المصحوب بتسكين الألم.
    *وقانونياً: بأن المخدرات هي مجموعة من المواد التي تسبب الإدمان، وتسمم الجهاز العصبي، ويحظر تداولها أو زراعتها أو صنعها إلا لأغراض يحددها القانون، ولا تستعمل إلا بواسطة من يرخص لهم ذلك.(3)
    أما الُمفتّر لغة: من الفتور: وهو ما يكون منه حرارة في الجسد واللسان وفي الأطراف، مع الضعف والاسترخاء في الأطراف قوة وضعفاً حسب حالة وقدرة الشخص الصحية.
    فيقال فتر الشيء: أي خف وقلَّ وفلان يفتر، ويفتره فتوراً وفتاراً: سكن بعد حدة، ولان بعد شدة. والفتر: الضعف، وفتر جسمه: لانت مفاصله وضعف، ويقال أجد في نفسي فترة: كالضعفة، ويقال للمسن:فقد علته كبرة وعرته فترة.
    وأفتر الرجل: فهو مفتر إذا ضعفت جفوته وانكسر طرفه، الجوهري، والمفتر: الذي يفتر الجسد إذا شرب، أي يحمل الجسد فيصير فيه فتور. والمُفَتر بضم الميم وفتح الفاء ويجوز تخفيف التاء مع الكسر: هو كل شراب يورث الفتور والخدر في أطراف الأصابع، وهو مقدمة السكر.(1)
    بناء على ما سبق، يمكن القول إن المفترات يمكن تصنيفها ضمن مجموعة المواد المسكرة والمخدرة …ولذلك فهناك من يُعَرِّف المخدرات على أنها….
    "كل مادة مسكرة أو مفترة من شأنها أن تزيل العقل جزئياً أو كلياً، ويحرمها الإسلام مهما تعددت أنواعها و اختلفت طرق تعاطيها".(2)
    مما سبق يمكن تعريف المخدرات على أنها:
    "كل مادة مسكرة أو مفترة طبيعية أو مستحضرة كيميائياً من شأنها أن تزيل العقل جزئياً أو كلياً، وتناولها يؤدي إلى الإدمان، بما ينتج عنه تسمم في الجهاز العصبي، فتضر الفرد والمجتمع، ويحظر تداولها أو زراعتها، أو صنعها إلا لأغراض يحددها القانون، وبما لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية".
    أنواع المخدرات
    وكيفية تعاطيها
    والمواد التي تخدر الإنسان وتفقده وعيه، وتغيبه عن إدراكه، ليست كلها نوعاً واحداً، وإنما هي بحسب مصادرها وأنواعها متعددة ويمكن تقسيمها وتصنيفها إلى مخدرات طبيعية ومخدرات تخليقية.
    أولا: المخدرات الطبيعية: ( )
    وهي المخدرات المشتقة من نباتات الخشخاش والقنب والكوكا والقات، حيث تحتوي أوراق هذه النباتات أو زهورها أو ثمارها على مواد مخدرة وهي:
    (1) القنب الهندي:
    يعرف القنب الهندي علمياً باسم "كنابيس انديكا" أو "كنابيس سلتاتيفا"، وهو صنفان ذكور وإناث، يمكن التفرقة بينهما بالعين المجردة عند اكتمال نمو النبات وظهور الزهور في نهاية الفروع، حيث تأخذ شكلاً منظماً وهي صغيرة الحجم لكل منها غلاف زهري أخضر اللون.
    وزهور الإناث غير ظاهرة وتحويها أوراق النبات، أما الذكور فبارزة وظاهرة وفيها حبوب اللقاح التي تتطاير مع الرياح لتتم عملية تلقيح الإناث التي تنتج لنا بذور النبات. هذه البذور تشبه حبات القمح إلا أنها أكثر استدارة ولونها قاتم، والمادة المخدرة والفعالة في النبات يطلق عليها اسم "الراسخ"، و "الكنابنول" وتوجد في إناث النبات بنسبة أعلى منها في الذكور، ونسبة المادة الفعالة في النبات تختلف من بلد إلى بلد وفقاً لطبيعة التربة والمناخ. ( )
    وقد عرف القنب الهندي منذ فجر التاريخ، وإن كانت زراعته في بادئ الأمر للانتفاع بأليافه في عمل الحبال ونسج الأقمشة، كما استعمل أحياناً كدواء مسكن. ( )
    والحشيش هو المصطلح الشعبي للمادة المخدرة المتخرجة من هذا النبات سواء من أزهاره أو ثماره أو سيقانه أو جذوره، وله عدة أسماء تختلف باختلاف البلد الذي يستخرج فيه.
    والحشيش أو ما يعرف "بالماريجوانا" ليس له أي استعمال طبي، ويؤدي استخدامه إلى الاعتلال النفسي، وقد عرفت اليوم للحشيش آثار تظهر على متعاطيه من ربع ساعة أو أكثر، ويسبب الحشيش أضراراً عديدة بعضها حاد ويسمى بالتسمم الحاد، وذلك عند متعاطيه عن طريق الاستنشاق، وهو يؤدي إلى تبلد الذهن وفقد الأفعال المنعكسة وصعوبة التنفس، مع الإسهال والرعشة والدموع، وقد ينتهي الأمر بالوفاة، والتعاطي المزمن له يؤدي إلى التأثير على الأعضاء الهامة مثل: القلب والرئتين والجهاز الهضمي والكبد، فهو يؤدي إلى زيادة ضربات القلب والتهابات الأوعية الدموية، خصوصاً في العين والأطراف السفلى، كما يسبب التهابات في الحلق وتهييج الرئتين مع صعوبة التنفس.
    وإذا تم التعاطي عن طريق الفم، فإنه يسبب حدوث التهيجات بالجهاز الهضمي والإسهال والتقلصات الشديدة مع فقد ملحوظ في الوزن؛ ومن تأثيراته أيضاً انخفاض حرارة الجسم مع تقليل نسبة هرمون الذكورة في الدم، و ضمور الخصيتين والبروستاتا.( )
    (2) الأفيون:
    وهو عبارة عن العصارة اللبنية لخشخاش الأفيون، وهي كلمة مشتقة من الكلمات اليونانية OPIUM ومعناها العصارة، حيث يتم استخلاصه من نبات الخشخاش الذي ينمو في المناخات المعتدلة وشبه الاستوائية، ويجمع عن طريق عمل شقوق رأسية في قشرة الغلاف الأخضر للبذور ( ) ، وهو يحتوي على العديد من المركبات الكيميائية التي تستخدم معظمها في الطب لمختلف الأغراض :من معالجة للألم والتهدئة قبل وبعد العمليات الجراحية، إلى تسكين السعال ومنع تشنجات العضلات الملساء، ولكن جزءاً كبيراً من هذا المستحضر الذي يرخص بإنتاجه للخدمات الطبية يتسرب إلى سوق التجارة غير المشروعة للمخدرات، حيث يباع في مناطق الشرق الأوسط وبقاع كثيرة من العالم ليستعمله الناس كمخدر.
    ويتعاطى المدمنون الأفيون عن طريق الأكل أو الشرب، أو عن طريق الحقن بعد إذابة الأفيون في الماء، كما يدخن في بعض الدول مثل الصين، كما يتم تعاطيه عن طريق بلعه على هيئة قطع مستديرة وملفوفة بالماء وإذابتها في قليل من الشاي أو القهوة.( )
    وللأفيون أضرار متعددة منها: إنه يعمل على تنبيه وقتي للمخ والملكات العقلية، يعقبها الخمول والنوم العميق الذي يستيقظ فيه المدمن قليل القوى فاقد الشهية، ضعيفاً غير قادر في حركته وفكره، ولكن أخطر ما في تعاطي الأفيون هو وقوع المتعاطي فريسة للإدمان به … وعند التوقف المفاجئ عن تناوله تحدث للمتعاطي آثار شديدة مثل اتساع حدقة العين والعطس والرشح والتهيج والارتجاف والتشنجات والقيء الشديد مع حدوث آلام شديدة بالعضلات والإسهال الشديد وهبوط ضغط الدم.( )
    (3) الكوكا:
    وهو نبات يزرع في مناطق كثيرة من العالم، خاصة في أمريكا الجنوبية عند مرتفعات الإنديز وفي الأرجنتين وبوليفيا وبيرو، وأوراق هذا النبات ناعمة بيضاوية الشكل، وتنمو في مجموعات من سبع أوراق على شكل ساق من سيقان النبات. وفي بعض بلاد أمريكا الجنوبية تُلف أوراق هذا النبات وتمضغ، وأحياناً تستخدم كالشاي، ويتم تحويل أوراق هذا النبات إلى معجون يخلط بالسجائر ويتعاطاه الأفراد.( ) كما يتم تحويلها إلى صورة مسحوق في صورة فضية بلورية يمكن استنشاقها ويتم تحويلها إلى محلول يتم تعاطيه عن طريق الحقن بالوريد.
    ومتعاطي هذا النوع من المخدر يصاب بهلوسات بصرية وسمعية وحسية وأوهام خيالية مثل: الشعور بقوة عضلية فائقة أوالشعور بالعظمة، قد يبالغ المتعاطي في تقدير قدراته الحقيقية مما يجعله شخصاً خطراً قد يرتكب أعمالاً إجرامية ضد المجتمع.( )
    (4) القات:
    وهو عبارة عن شجيرات تزرع في المناطق الجبلية الرطبة من شرق وجنوب إفريقية وشبه الجزيرة العربية، وتكثر زراعته بصفة خاصة في الحبشة والصومال وعدن واليمن، ويبلغ ارتفاع هذه الشجيرات ما بين متر ومترين في المناطق الحارة، وفي المناطق الاستوائية من ثلاثة إلى أربعة أمتار.( )
    ولا يدخل القات ضمن مجموعة المواد المخدرة المحظورة دولياً، ولا يراقب في المطارات والمواني، إلا أنه محظور زراعته في الدول العربية بحكم القانون.( )
    وعدم إدراج القات ضمن جداول المخدرات دولياً يرجع إلى أن مشكلة القات مشكلة إقليمية لا تهم إلا بعض دول في شبه الجزيرة العربية وشرق إفريقية.
    ويتم تعاطي هذا المخدر بطريق التخزين في الفم، أي المضغ البطيء الطويل، ولا يلفظه المتعاطي إلا عندما تذوب التخزينة، ولا يتم تناول هذا المخدر لمتعاطيه بمعزل عن مجموعة الرفقاء الذي يجتمعون غرض التعاطي، ولذلك تسمى مجالسهم بمجالس القات… وينتشر ذلك في بعض الدول الإفريقية وفي اليمن وجيبوتي وإثيوبيا وكينيا.
    ومن الآثار التي تنجم عن تعاطي القات: أنه عند البداية يشعر المتعاطي بالنشوة واتقاد وحدة الحواس مع هبوط الطاقة العضلية، ويتبع ذلك ضعف التركيز والذاكرة، ويختل الإدراك ويشعر بالكسل والخمول وفقدان الشهية، والوهن. والتعاطي الطويل الأمد يحدث سوء الهضم وتليف الكبد وإضعاف القدرة الجنسية عند الرجال، والتعرض بسهولة لمرض السل.( )
    المخدرات ذات الاشتقاق الطبيعيSad )
    ويقصد بهذه المجموعة تلك المواد المخدرة التي يتم استخراجها من النباتات، ومن هذه المواد:
    (1) المورفين:
    يمكن استخراج المورفين مباشرة من النبات المحصود "قش الخشخاش"، كما يمكن الحصول عليه بطريقة الترشيح. ويكون على هيئة مسحوق ناعم الملمس أو على شكل مكعبات ولونه من الأبيض والأصفر الباهت إلى اللون البني، وقد يكون له رائحة حمضية خفيفة.( )
    وأهم آثار تعاطي المورفين: هي القيء الشديد، والغثيان، وإفراز العرق بشدة، وحكة الجلد، وإطالة مدة الولادة، ويبطيء النبض ويخفض الدم، والمعروف عن المورفين أنه مسكن قوي ومسكر ويسبب الإدمان عند إساءة استخدامه.( )
    (5) الكوكايين:
    وهو عبارة عن مسحوق بلوري يستخرج من أوراق نبات الكوكا، ويقول المختصون في هذا المجال عن وصف أثر الكوكايين على المتعاطي: بأنه منبه للجهاز العصبي المركزي

    وتعاطيه يؤدي إلى حالة سكر خفيفة وزيادة الحركة واختفاء الحياء، وأحياناً هياج حركي وزيادة القوة العضلية، وعدم الشعور بالتعب وعدم الخوف من المخاطر، وتعاطي الكوكايين يقتل من شهوة الطعام فلا يشعر بالجوع، ويؤدي تعاطي الكوكايين إلى توسع بؤرة العين، وتسارع في نظام التنفس وفي ضربات القلب، مع ارتفاع ضغط الدم وارتفاع حرارة الجسم، وتدوم الحالة من ساعة إلى ساعتين، بعد ذلك تختفي النشوة ويظهر تشوش الأفكار وهلوسات سمعية ولمسية ثم يعقب ذلك نعاس.( )
    (2) الكواديين:
    ويستخلص من نبات الخشخاش "الأفيون"، ويتعاطى إما عن طريق الفم أو عن طريق الحقن، ويصنع على هيئة أقراص أو مسحوق أبيض اللون لا رائحة له ولكنه مر المذاق.( )
    وأهم آثار تعاطي الكواديين على المدى الطويل هي: "الاضطراب المزاجي" والعَشَا الليلي "إضعاف الرؤية الليلية"، والإمساك، والاضطرابات التنفسية، وكثيراً ما يحدث عدم استقرار وتوتر وتقلصات عضلية في حالات الإدمان المتواصل.( )
    المخدرات المصنعة كيميائياً:
    وهذه المجموعة من المخدرات لا يتم استخراجها من نباتات طبيعية أو مشتقاتها، ولكن يتم صناعتها داخل المعامل من تركيبات كيميائية"، وقد أدى التقدم العلمي الهائل إلى انتشار تلك المخدرات كما أدى إلى صعوبة الرقابة على صناعتها، ويمكن تقسيم هذه المجموعة إلى:
    (أ‌) عقاقير الهلوسة:
    ويمكن تعيين هذه العقاقير "بأن لها القدرة على إحداث اختلال في الاستجابات الحسية، مع اختلالات في الشخصية، وتأثيرات مختلفة على الذاكرة، وكذلك على السلوك التعليمي وبعض الوظائف الأخرى.( ) ومن هذه العقاقير ما ذكرها صاحب مؤلف الكشف عن المواد المخدرة، نذكر منهاSad )
    1- داي إيثيل أميد حمض الليثرجيك "ال.اس.دي":
    مادة تسبب الهلوسة بدرجة بالغة الشدة، وينتج على شكل سائل عديم اللون والرائحة والطعم، ولكنه قد يوجد على شكل مسحوق أبيض أو شكل أقراص أو حبوب بيضاء أو ملونة.
    2- داي ميثيل تربتابين (و.م.ت)، ال داي إيثيل، نربتامين (د.ي.ت):
    وتنتج هذه العقاقير بالتحضير في المعامل الكيميائية على شكل مسحوق متبلور، أو مذاب على هيئة محلول، وتأثيره مشابه لتأثير (ال.اس.دي).
    3- س.ت.ب (د.و.م):
    هناك كثير من المواد التي تحمل هذا الاسم، وتوجد على شكل مسحوق أو أقراص أو كبسولات ذات أحجام وأشكال مختلفة، ولها نفس تأثير "ال.اس.دي).
    (ب‌) المهبطات: وتشملSad )
    1- المسكنات المخدرة.
    2- المنومات والمهدئات.
    3- المذيبات الطيارة.
    (1) المسكنات المخدرة:
    ومنها على سبيل المثال: الهيرويين:
    فالهيرويين "أكثر المخدرات فعالية، إذ تعادل فعاليته 5-6 مرات فعالية المورفين، كما أنه يسبب الإدمان بسرعة، ولا يستخدم الهيرويين إلا في علاج المدمنين في بريطانيا في تخفيف آلام مرضى السرطان الميؤوس من شفائهم.
    (2) المنومات والمهدئات:
    أما المنومات فإن لها تأثير على وظائف المخ، حيث تهبط وظائف المخ مثل الخمر فتضعف القدرة على التركيز والانتباه، وتنخفض القدرة على قيادة المركبات بكفاءة والمهارات الحركية الأخرى كالسباحة.
    أما المهدئات فتأثيرها أن تجعل الفرد هادئاً، وتخفف من الألم، ويبقى الفرد غير مبال بالمشاكل التي تعترض سبيله، ورغم ما تسببه من اليرقان والالتهابات والهزات العصبية وتنقص المقاومة المرضية وغير ذلك، إلا أنها تسمى في الأسواق حبوب السعادة.
    وتشمل المنومات والمهدئات:
    *المهدئات العظمى مثل: الأرجاكتيل.
    *مضادات الاكتئاب مثل: التربيتزول.
    *المهدئات الصغرى مثل: الفاليوم.
    (3) المذيبات الطيارة (المشتقات):
    لقد تم إدراج مجموعة من المذيبات الطيارة ضمن مواد الإدمان، وذلك من قبل هيئة الصحة العالمية، أما عن متعاطي هذه المواد فيكثر في الأحداث، ومنهم في سن الشباب، وذلك باستنشاق الأبخرة المتصاعدة منها ومن هذه المواد:
    - الغراء.
    - البنزين.
    - مذيبات الطلاء.
    - سائل القداحات.
    - سائل تنظيف الملابس (تراي كلورو ايثلين. ت ر م).( )
    ومن تأثير هذه المواد المتطايرة: أن المتعاطي يشعر بالدوار والاسترخاء، والهلوسات البصرية، والغثيان والقيء أحياناً، أو يشعر بالنعاس. ومن أهم المضاعفات ما قد يحدث الوفاة الفجائية نتيجة لتقلص أُذَيْن القلب وتوقف نبض القلب أو هبوط التنفس، كما يكون تأثير هذه المذيبات ذا ضرر بالغ على المخ كتأثير المخدرات العامة.( )

    الإدمان وأسباب السقوط في أسره
    إن تعاطي المخدرات منحدر زلق خطير، إذا وقع الفرد في بدايته لابد حتماً من الانزلاق إلى نهايته المعروفة وهي الإدمان.
    وتعرف منظمة الصحة العالمية مصطلح الإدمان: "بأنه حالة من التخدير المؤقتة أو المزمنة التي تنشأ عن تكرار تعاطي مادة مخدرة طبيعية أو تخليقية".( )
    ونظراً لتفشي ظاهرة تعاطي المخدرات في العديد من المجتمعات العربية والإسلامية، أصبحت ظاهرة إدمان أفراد المجتمع للمخدرات "خاصة الشباب" ظاهرة أخطر من الغزو الثقافي، ذلك لأن الغزو الثقافي إنما يستهدف العقول للنيل منها والسيطرة عليها، بينما الإدمان وترويج المخدرات بين الشباب إنما يهدف إلى القضاء على عقول الشباب وأبدانهم في آن واحد، والقضاء عليهما معاً، وهذا أمر إن تمكن من نشب أظفاره في شباب المجتمع وأفراده عامة … ذهب هذا المجتمع وضاع مستقبله؛ ولذلك أصبحت ظاهرة إدمان المخدرات من أخطر المشكلات التي تشغل بال المسؤولين في جميع أنحاء العالم، وخاصة عالمنا الإسلامي الواعد.
    ويوم بعد يوم يستفحل خطر الإدمان، لأنه يزداد كل يوم مع انخفاض سن الإدمان ودخول نوعيات جديدة من الصبية والشباب صغيري السن من تلاميذ المدارس وطلبة الجامعات، دائرة الموت والهلاك.
    كما يستفحل خطر الإدمان يوماً بعد آخر، لأن الفئات المدمنة تدمن تعاطي المخدرات المختلفة مثل الهيرويين والكوكايين وهي ما تعرف بالمخدرات البيضاء، وهي عظيمة الخطر باهظة الثمن، ولا يأتي إدمان الشباب لها من فراغ، فلا يحدث أن يدمن الشخص الهيروين أو الكوكايين مباشرة، ولكنه يبدأ بأنواع أخرى من المخدرات، ثم يتعرف على الهيروين، وعادة ما يعرفه عن طريق التاجر أو صديق السوء، حيث يبدأ أي منهما بإغرائه بأن يمنحه جرعة بلا مقابل مادي، ويوهمه بأنه نوع أفضل من الذي يعتاده، وبعد أول مرة أو بعد الثانية يحدث الإدمان، فيعود إليه ثانية، ولكن هذه المرة يدفع المقابل ويصبح زبوناً مدمناً للهيروين.
    ولا يقتصر الأمر على الذكور من الشباب، بل إن إدمان الهيروين والمخدرات البيضاء تفشت بين الفتيات بنسبة تعادل 5% إن الشباب المدمنين، وعادة ما تتعرف عليهم الفتاة أو المرأة بصفة عامة عن طريق الزوج إذا كان مدمناً، أو أحد الأصدقاء سيئي الخلق.( )
    تلكم هي الخطوة الأولى للإدمان، تبدأ بالجرعة الأولى على شبه مجاملة عفوية، وتَوَرِّطٍ خال من الإرادة، وبعد أن يستهين الإنسان ، ويظل مع قرناء السوء من بني جنسه أو الجنس الآخر، حتى ينقلب الأمر عليه ويصير طالباً لا مطلوباً، ومستدعياً لها لا مدعواً، ويهلك فيها صحته ونفسه وماله، ويخسر كل من حوله، إذ يصبح بها مولعاً مغرماً، وعاشقاً متيماً، ويستدين في سبيلها، بل يسرق ويختلس وينهب ويقامر ويقتل، ويتعامل مع الممنوع والمحرم، ابتغاء الوصول لمراده وكؤوسه وشرابه. ومن ثم يصير بؤرة فساد، ومجموعة من الأخطاء، وجرثومة من المرض تعدي وتصيب كل من جاورها وخالطها، إن لم يودع متعاطيها في أحد المصحات، وتتداركه رحمة الله، أو يتحفظ عليه في أحد السجون أسير أهوائه المردية ونزيل شهواته القاتلة.
    ويقسّم الدكتور "كوميرس" المراحل التي يمر بها المراهق حتى يصل إلى مرحلة الإدمان إلى خمس مراحلSad )
    أولا: الاستعداد لارتكاب الخطأ وتوافر مقومات ذلك ،من استغلال سهولة الحصول على المخدر، ثم عدم احترام الشخص لنفسه، ثم العيوب الطبيعية الشخصية.
    ثانياً: هي مرحلة التجريب، وهي مرحلة عادة ما يقلل من شأنها متعاطي المخدرات، وهي التي تقود للمرحلة التالية.
    ثالثاً: وهي تمكُّن المخدرات من الجسم، والتي يبيع فيها الشخص كل ممتلكاته لشراء أي نوع من المخدرات.
    رابعاً: الإدمان الحقيقي، ومعها يصبح الهدف الأول في حياة المدمن هو فقدان الوعي.
    خامساً: وهي التي تترتب على الإدمان وفيها يحدث التدهور الجسمي والنفسي للمدمن..
    وهكذا يحدث إدمان المخدر عندما يحصل الشخص على الجرعة للمرة الثانية أو الثالثة منه، فتعتاد خلايا الجسم عليه وتحدث الأمراض والأعراض الجسمانية، فإذا تأخر عن تعاطيه في موعده، يشعر المدمن بإسهال ورشح ونشر في الجسم وعدم التحكم في انفعالاته، وهمدان الجسم مع عدم القدرة على التركيز، وفقدان الشهية، أما إذا استمر في تعاطيه بعد المرة الثالثة وحاول الانسحاب، فيحدث في هذه الحالة انهيار في الوظائف الحيوية، وانهيار في وظائف الكبد الذي يعتبر فلتر تنقية السموم، وبالتالي تتسرب السموم إلى الجهاز العصبي، لأن الفلتر قد تعطل بدرجة عالية، مما يؤدي إلى الصرع وغيره من الآثار الضارة بالجسم.( ) وذلك لأن المخدر كما هومدلول اسمه يخدر، ولما كان ا لجهاز العصبي هو مركز الحس والإدراك، فإن المخدرات تتعامل في المقام الأول مع الجهاز العصبي وتفقده حساسيته ، والجهاز العصبي هو مصدر الإبصار والسمع واللمس والتفكير، وبذلك فإن المخدرات تتعامل مع هذه القدرات.
    والمخدرات في تعاملها مع الجهاز العصبي تعمل على إزالة القشرة المخية الخارجية وطبقات المخ العليا من المراكز الحيوية في هذه الطبقات. ولما كان هذا الجهاز العصبي هو المسيطر والمحرك لوظائف الجسم، فإن ذلك يستتبع أن تتأثر كافة أعضاء الجسم تبعاً لتأثير المخدر على الجهاز العصبي.( ) ويقودنا هذا إلى الحديث عن نوعين رئيسيين من الإدمان هماSad )
    أولاً: الإدمان الجسمي: وفي هذا النوع من الإدمان يتعود المدمن على نوع المخدر، يتشبع بها الجسم تشبعاً كبيراً يصعب معه التوقف عن تعاطي هذه المواد المخدرة، لأن توقفه فجأة يصيب الجسم بمضاعفات خطيرة قد تؤدي بالمدمن إلى الوفاة، خصوصاً أولئك الذين يتعاطون الأفيون ومشتقاته، والكوكايين والحبوب المنومة، وهذا ما يسميه البعض بالإدمان التام.
    ثانياً: الإدمان النفسي: وفي هذا النوع من الإدمان يتعود المدمن على نوع من المخدرات الذي ليس من الصعوبة بمكان التوقف عنها فجأة، لأن هذا النوع يسهل علاجه، ويمكن التخلص من مضاعفاته، مثل: تعاطي الحشيش والقات، والحبوب المنبهة والمنشطة، وشم البنزين وطلاء الأظفار.
    ويرجع البعض من العلماء مشكلة الإدمان لتفاعل عاملين أساسيين هما:
    - الاستعداد الشخصي والنفسي.
    - عدم تكيف المدمن مع مجتمعه بما فيه من مشاكل.
    ونتيجة لذلك يبدأ الإدمان مراحله الأولى التي ما تلبث أن تتلوها مراحل أخرى، تجرّ على الشخص مخاطر لا قبل له بها.( )
    والخطورة في تعاطي المخدرات للمرات الأولى، لا ترجع لما تحدثه من آثار سيئة على صحة الفرد وعقله فحسب، بل إن مَكْمَن الخطورة في الانزلاق إلى دائرة الإدمان، الذي يصعب الخلاص منها، لأن الأنسجة والخلايا عند تناول المخدرات في بادئ الأمر تستجيب للتغير الذي يحدثه المخدر، ثم يقل التجاوب بالتدريج، وتقل الاستجابة لمفعول المخدر، مما يضطر المدمن إلى الإكثار من كميته للحصول على التأثير المطلوب، إلى أن تغدو المادة المخدرة للمدمن كالماء للإنسان السليم. وهكذا تصبح حالة المدمن شديدة، حيث يصعب عليه التوقف عن تعاطي المواد المخدرة، بل يتناول هذه المواد بشكل لا إرادي، ليس ذلك فحسب، بل ويضطر لزيادة الجرعة التي يتناولها بشكل مستمر.
    وثمة فرق ظاهر بين ظاهرتي الإدمان والتعود .. حيث إن التعود ظاهرة نفسية مزاجية تنشأ عن رغبة إرادية واعية في الحصول على الأثر الناجم عن التعاطي، أما الإدمان فهو ظاهرة بدنية تنشأ عن رغبة لا إرادية في تعاطي المخدر بسبب حدوث ما يسمى بالتواكل البدني على هذا العقار.( )
    أسباب تعاطي المخدرات
    من المعروف علمياً في مجال العلوم الاجتماعية أن لكل ظاهرة أسباب أفرزتها ونتائج مترتبة عليها، وأيضاً لكل ظاهرة علاج… ويقدر مدى النجاح في علاج هذه الظاهرة بمدى معرفة الأسباب التي أدت إليها، ولذلك في سبيل وضع علاج حاسم وسليم لظاهرة انتشار المخدرات وخاصة بين الشباب، فإنه من الأهمية بمكان أن نتعرف على أهم الأسباب التي تؤدي إلى انتشار المخدرات وتعاطيها، وقبل ذكر وتحديد الأسباب الكامنة وراء ظاهرة تعاطي المخدرات، لابد أن نذكر الحقائق الآتية:
    *من المعروف أن للصهيونية خطة سرية غايتها الاستيلاء على العالم أجمع والشرق خاصة، وهذا يظهر بجلاء من خلال بروتوكولاتهم التي انفضح أمرها. وتعمل الصهيونية لذلك بشتى الطرق وكافة الأساليب، فقد عقد اليهود العديد من المؤتمرات في العديد من البلدان، بغرض دراسة الخطط التي تؤدي إلى مملكة صهيون العالمية المزعومة. وقد قدمت تلك المؤتمرات نتائج أبحاثها في شكل تقارير سرية، تضمنت أن الخطر الضخم الذي يواجه الصهيونية يكمن في أن الشعب الذي يقطن المنطقة العربية هو شعب واحد ذو أصل واحد، شعب تجمعه عقيدة واحدة وتاريخ واحد ولغة واحدة، وتلك هي كل مقومات الوحدة والتضامن، كذلك تتوافر لهم كل المقومات المتعارف عليها، والتي من شأنها أن تصنع مجتمعاً قوياً متماسكاً، لذلك ارتأوا وجوب تفتيت هذه المنطقة وإهدار كل القيم الأخلاقية والاجتماعية والروحية لأهلها، وإضعاف قوة الشباب المسلم بها وضياع أمله ورجولته وقتل شهامته، لأن هذه القيم هي التي يكمن فيها عظمة هذه المجتمعات وسر قوتها، ولذلك فهم ـ الصهاينة ـ يعملون لذلك من خلال ما أنشئ لهم من منافذ وقنوات في بلادنا العربية، وللأسف فقد نجحوا في ذلك إلى حد ما، وقد أثبتت التحقيقات وعمليات البحث أن يداً خبيثة تعبث بمصائر الأمم وحياة الشعوب والأفراد، وتحركها بعض المنظمات العالمية المشبوهة، وقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الصهيونية هي السبب الأول والمباشر وراء انتشار المخدرات، وكل السموم البيضاء والسوداء في مجتمعاتنا بشكلها الحالي، بهدف القضاء على ثروة البلاد الحقيقية في شبابها الواعد، لإحداث التفكك الاجتماعي والانحلال الخلقي بين الشباب بخاصة والشعب بعامة، لأن الشباب هم عماد المجتمع وركيزته، ونصف حاضره وكل المستقبل، وإذا فسد الشباب وسُلب العقل والإرادة أصبحت الأمة ضعيفة الحاضر عديمة المستقبل، وهذا جزء بل أهم جزء من مخطط عدواني خبيث تديره القوى المعادية للإسلام والمسلمين.
    *والحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان، أنه منذ بزوغ فجر الرسالة والإسلام يعيش في دورات من الصراع والتداول الحضاري، يواجه التحديات الثقافية والاجتماعية ويتفاعل مع التجارب الإنسانية من حوله، يدافع الكفر ويدعو إلى تحرير العباد وتنمية الحضارات وتنمية المجتمعات، ويجادل بالحسنى متميزاً بعقيدته وشموخ بنيانه الحضاري المتفرد.
    والوقوف على التحديات المعاصرة والمستقبلية يقتضي وقفة مراجعة وتقويم لمواقفنا، سواء على المستوى الفردي أو على مستوى المؤسسات الثقافية العاملة، فنبين عناصر الإيجاب التي اكتسبتها، وننبه على أوجه السلب والقصور التي لحقت بنا، وبتلك المؤسسات، حتى يستقيم الأمر ويعتدل في وجه التحديات الحضارية المعاصرة.
    وإذا كان المسلمون قد عانوا من الغفلة لقرون مضت ثم انتبهوا، فإن الصحوة الراهنة قد جلبت عليهم عداء متصاعداً، وأدخلتهم في دائرة صراع جديد شكلاً ومضموناً، قد يكون مصدر إزعاج وخطر لبعض الدول التي حزَّ في نفسها هذا التأثير والتفاعل، وبرغم تحرر معظم الدول الإسلامية والعربية من ربقة الاستعمار والتبعية بشكلها السابق، إلا أن الدول المستعمرة باتت تعمل على تخلخل البيئات الداخلية لهذه الدول، فلجأت إلى أساليب جديدة عمدت من خلالها إلى إضعاف التركيبة الداخلية لتلك المجتمعات وتقويض مقوماتها الأساسية وإتلاف شرايين الحركة فيها، والمتمثلة في شبابها الواعد الذي ارتأت إن تمت السيطرة عليه ضعف تأثيره، وتبعاً لذلك ضعف تأثير هذه الدول العربية والإسلامية في المجال العالمي، وكانت أهم هذه الأساليب: شغل أوقات فراغ الشباب المسلم بما لا يفيده في دينه ودنياه، كذلك سعت إلى الترويج لكثير من المذاهب الهدامة، وعملت على ترويج المخدرات وانتشارها من خلال عصابات دولية وأنشطة مخططة بطريقة محكمة.
    *كما لعبت وسائل الإعلام العالمية بصورة مباشرة، والمحلية بصورة غير مباشرة، دوراً مهماً ومؤثراً في انتشار المخدرات بين الشباب في الدول العربية والإسلامية بعامة، حيث تساهم وسائل الإعلام في عرض صور مضللة للحقائق والمعلومات المتعلقة بتعاطي المخدرات، مما يساعد على بلبلة ذهن المشاهد وعدم وضوح الحقيقة لديه، ولعل أهم هذه الصور ما يلي:
    1- أن يعرض الفيلم السينمائي أو المسلسل التلفزيوني المخدرات كوسيلة للاستثارة الجنسية، أو الحل الأمثل للتخلص من الهموم والضغوطات النفسية.
    2- أن تعرض فكرة أو برنامج إعلامي يحتوي على معلومات غير كافية أو مبتورة عن المخدرات، مما يعطي انطباعاً خاطئاً أو غير صحيح للمشاهد عن سوء استعمال المخدرات.
    وقد تكون المعلومة المعروضة على المشاهد صحيحة، ولكنها تعطي تصوراً خاطئاً للمشاهد نتيجة معالجتها بطريقة غير سليمة، فقد تكون المعلومة المقدمة للشباب تحث الشباب عن الابتعاد عن تعاطي المخدرات، ولكنها تقدم بأساليب تساعد على إثارة الفضول وحب الاستطلاع في الشباب المشاهد، فكثير من الدراسات المنشورة التي تناولت تأثير وسائل الإعلام على انحراف الشباب بشكل عام وتعاطي المخدرات بشكل خاص قد كشف عن أمثلة لذلك، ففي إحدى الدراسات ذكر أحد الباحثين أن أفلام المغامرات قد شجعته على الاستمرار في تهريب الحشيش، بما تعرضه هذه الأفلام من مظهر بطولات في عمليات المطاردة والهروب من الشرطة. كما ذكرت نسبة كبيرة من المنحرفين في دراسة ما: أنهم يقلدون بعض المشاهد التي يشاهدونها في الفيلم.
    وفي القاهرة ضبط شابان من إحدى الدول العربية بتهمة حيازة المخدرات، وتبين أن هذين الشابين قد شاهدا فيلم الباطنية في بلدهما، وجذبتهما لقطات الفيلم التي تبين مغامرات تهريب واتجار المخدرات، لذا قاموا بالتوجه إلى مطار القاهرة، ومن هناك إلى حي الباطنية، واشتريا ربع كيلو جرام من الحشيش، وذكر الشابان أنهما حضرا إلى القاهرة خصيصاً لزيارة حي الباطنية وشراء المخدرات منه، بعد أن جذبتهما مناظر وأجواء الفيلم.( )
    *كما يعد التفكك الأسري من العوامل التي ساعدت على انتشار المخدرات بين الشباب في البلاد العربية، حيث أكدت الدراسات المتعددة: أن الأسر التي تعاني عدم الاستقرار في العلاقات الزوجية وارتفاع نسبة الهجر والطلاق، هي من النماذج المميزة للأسر التي يترعرع فيها متعاطو المخدرات.
    كما أن تعاطي أحد أفراد الأسرة للمخدرات أو العقاقير الخطرة من العوامل المساعدة على أن يتعاطى الناشئة في هذه الأسرة المخدرات، والأخطر من ذلك أن بعض الآباء المدمنين يشركون أبناءهم في تحضير جلسات التعاطي مما يشجعهم على التعاطي والإدمان.
    *ومن العوامل التي تساعد على انتشار المخدرات هو اعتقاد البعض أن للمخدرات تأثيراً على اللذة الجنسية من حيث الإثارة وإطالة فترة الجماع، وهذا اعتقاد خاطئ يمثل أسطورة اجتماعية في بعض المجتمعات، والحقيقة أنه عندما يتعاطى الفرد المخدر ينتابه السرحان وتبلد المشاعر وعدم الإحساس، ومن هنا يكون الوهم بأن المخدر هو السبب في إطالة فترة الجماع وفي اللذة الجنسية.
    هذا وقد أجريت دراسات عديدة تجاه معرفة الأسباب المباشرة لتعاطي المخدرات وانتشارها بين الشباب خاصة، وكانت أهم هذه الدراسات، تلك التي قسمت أسباب انتشار المخدرات طبقاً لثلاثة محاورSad )
    - الأسباب الحضارية.
    - الأسباب الأسرية.
    - الأسباب الخاصة بالمتعاطي.
    *أما الأسباب الحضارية فهي الأسباب المرتبطة بالبيئة الاجتماعية وأهمها:
    1- غياب القيم الأخلاقية الإسلامية.
    2- وجود الفراغ الروحي "الغفلة عن الصلة بالله" في المجتمع بصفة عامة.
    3- عدم توافر الوعي الاجتماعي الكامل بالأضرار الناتجة عن تعاطي المخدرات.
    4- عدم استخدام وسائل الإعلام لدرجة كافية في مكافحة المخدرات.
    5- انتشار المخدرات في المجتمع المحيط بالشباب.
    6- عدم تطهير البيئة الاجتماعية من عوامل الانحراف وتعاطي المخدرات.
    7- غياب جماعة الرفاق الصالحين.
    8- غياب وسائل الترويح المناسبة والهادفة في البيئة الاجتماعية المحيطة بالفرد.
    9- وجود الإغراءات من مروجي المخدرات بوضع مسميات جذابة لها.

    10- تقصير بعض المسؤولين من المؤسسات الاجتماعية مثل المدرسة والجامعة وغير ذلك في دورهم تجاه التحذير من تعاطي المخدرات وكشف أضرارها.

    11- تقصير بعض أئمة المساجد ورجال الدين نحو التوعية بأضرار المخدرات في البيئة الاجتماعية.

    12- الحملة الشرسة التي يواجهها أعداء الإسلام ضده وضد أبنائه مع قلة جهود التصدي لها.

    13- ظهور فئة من المواطنين تبغي الثراء السريع عن طريق تجارة المخدرات.

    14- التقليد الأعمى للغرب.

    *أما الأسباب الأسرية فكانت:
    1- عدم وعي الأسرة بخطورة تعاطي المخدرات، وتقصير الأسرة في التحذير منها.
    2- وجود الخلافات العائلية والتفكك الأسري.
    3- انشغال الأب بأعمال كثيرة خارج المنزل ولفترات طويلة.
    4- ارتباط الأم بالعمل خارج المنزل ولفترات طويلة.
    5- تعاطي الأبوين أو أحدهما للمخدرات أو المواد المهدئة.
    6- قصور التربية الأسرية والدور التربوي الذي ينبغي تأديته في المنزل.
    7- عدم قيام الأسرة بدور الرقيب المباشر على الابن، وترك الحرية له كما يشاء، والخروج من المنزل في أي وقت والعودة في أي وقت.
    8- استقدام الخدم في البيوت من غير الملتزمين بقواعد الإسلام فهماً وسلوكاً.
    9- تكاسل الأسرة في تأدية دورها نحو أمر الابن بالمواظبة على الصلاة في جماعة المسجد.
    10- استقدام أفلام فيديو التي تدعو لقيم خبيثة وعرضها باستمرار داخل المنزل.
    *أما عن الأسباب المتعلقة بالمتعاطي نفسه فكانت أهمها:
    1- الرغبة لدى المتعاطي في اقتحام سور الممنوع.
    2- عدم الاستغلال الأمثل لوقت الفراغ في ما يفيد الفرد ومجتمعه.
    3- التخلف الدراسي وكثرة الرسوب عند الفرد.
    4- وجود الاضطرابات النفسية ومسببات القلق النفسي.
    5- اطلاع الشخص على المجلات التي تدعو إلى الانحراف والقيم الهابطة.
    6- مصاحبة رفاق السوء في كثير من الأماكن العامة والخاصة.
    ومن العوامل التي ساعدت على انتشار المخدرات في دول الخليج العربية بصفة خاصة ما يلي:
    تدل البيانات والإحصاءات المتوافرة عن تعاطي المخدرات وكمية المضبوطات والقضايا الخاصة بالمخدرات في دول الخليج العربية :على أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً سواء في التعاطي، أو الحيازة والاتجار، أو الكميات المضبوطة، كما تدل على دخول أنواع جديدة من المخدرات لم تكن معروفة أو مستعملة من قبل بهذه المجتمعات.
    والحقيقة أن هناك مجموعة من العوامل التي ساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر في تفشي هذه الظاهرة ويمكن إيجاز هذه العوامل فيما يليSad )
    1- التغير الاجتماعي السريع:
    حيث إن ظهور النفط في منطقة الخليج أدى إلى حدوث تغيرات جذرية في المجتمع أدت إلى تغير واختلال في القيم والمعايير الاجتماعية التي كانت سائدة،

    وطفحت على السطح العديد من المشاكل والضغوطات النفسية، مثل: النزعة الفردية، والصراع بين القديم والحديث، والتفكك الأسري، والوصول إلى الثروة والغنى بأسرع الطرق، والتكالب على اللذة، ودخول ثقافات مختلفة في المجتمع، وغير ذلك من الظواهر المصاحبة للتغيير الاجتماعي السريع. مثل هذه القيم وفي المناخ السيئ أصيب الأفراد بعامة والشباب بخاصة بتوترات وضغوطات نفسية واجتماعية شديدة انعكست على سلوكهم وتصرفاتهم، وكان ذلك من أهم الدوافع التي دفعت بالشباب إلى البحث عن التعويض والسلوى والهروب من هذا الواقع الأليم، فكان انحدارهم إلى منحدر ومستنقع المخدرات.
    كما أنه مع التغير الاجتماعي السريع للمجتمع الخليجي وظهور قيم واتجاهات جديدة، بدأ ظهور التسامح والتساهل إزاء أمور كانت غير مقبولة سابقاً، ففي الماضي لم يكن الشباب يجرؤ على تدخين سيجارة أمام والده، ثم بدأ المجتمع يخفف من درجة الصرامة والتحفظ، وكذلك الحال بالنسبة للمشروبات الكحولية، حيث كان شاربها يتناولها سراً خوفاً من افتضاح أمره بين الناس، أما اليوم فأصبحت جزءًا من العلاقات الاجتماعية الناتجة من تغير ثقافة المجتمع.( )
    3- العمالة الوافدة:
    حيث إنه مع ظهور الثروة النفطية وزيادة عائداتها، والتي ترتب عليها زيادة جهود التنمية في المنطقة، وكان من الواجب لذلك استقدام العمالة الوافدة من الدول الخارجية، حتى أصبح من الظواهر المقلقة في الخليج تغلغل العمالة الوافدة في الأحياء السكنية والمكتظة بالسكان المحليين وتفاعلهم مع الأحداث والشباب في هذه الأحياء، ولا يخلو الأمر من وجود سيئ الخلق والمنحرفين من بين أفراد هذه العمالة، فعملوا على جر الشباب من السكان الأصليين والوافدين الآخرين إلى السلوك المنحرف وتعاطي المخدرات. وقد ساهم ذلك في أن تورط أعداد كبيرة من المواطنين مع هؤلاء العمال الأجانب في الاتجار في المخدرات.
    كيفية التعرف على متعاطي المخدرات
    إن التعرف على أي من الظواهر التي تكشف تعاطي الفرد للمخدرات وإدمانه أياً كان نوع المخدرات التي يتناولها هذا الفرد، تعتبر خطوة هامة في سبيل علاج هذا الانحراف الخطير، ولذلك يجب أولاً حينما نواجه ظاهرة الإدمان أن يكون هناك معرفة علمية وصحيحة بكل جوانب المشكلة نفسياً وصحياً واجتماعياً، وظواهرها التي يتم ملاحظتها على المتعاطي.
    وكيفية اكتشاف الإدمان مبكراً أمر هام وضروري في سبيل علاج المدمن في المراكز المتخصصة بالطرق العلمية السليمة، رغم أن اكتشاف سقوط المدمنين في البداية أمر غاية في الصعوبة، خاصة للآباء على أبنائهم حتى ولو أوتوا نصيباً من العلم والثقافة، ذلك أنهم قد لا يكونوا على علم بسمات وسلوك المدمن الذي يعتمد تناول العقاقير المخدرة وزالكيماويات، أو أنهم يقللون من خطورة الموقف، والذي يزيد الأمر صعوبة هو استخدام الأبناء ذكائهم لتضليل آبائهم وإبعاد انتباههم عن تلك العلامات والظواهر التي تظهر على الشخص وتبين أنه يدمن أي نوع من أنواع المخدرات.
    وقد أجريت دراسات عديدة بهدف التعرف على الأغراض والظواهر التي تظهر على الشخص المدمن وعن طريقها يمكن التعرف على أن هذا الشخص يدمن المخدرات، فتشير أحد هذه الدراسات أن الشخص المدمن الذي يعتمد على الكيماويات المخدرة يتسم بصفات أربع:
    1- أن لديه دافعاً يسيطر عليه كلية لأن يكون في حالة فقدان للوعي بصفة متكررة.
    2- يكون هذا الدافع أكثر قوة من الحاجات الفطرية أو حتى المكتسبة بالتجربة.

    3- يكون هذا الدافع آلياً أو يفرض نفسه على المدمن غماً عنه.
    4- يصبح هذا الدافع جزءا من خبرات المدمن وتجربته فلا يمكن نسيانه عن عمد أو غير عمد.( )
    وتشير بعض الدراسات إلى أن هناك أعراضاً للإدمان يمكن بالتدقيق الشديد ملاحظتها والتنبه لها، وهي قسمان: أعراض جسمية وأعراض حسية.
    والأعراض الجسمية من أهمها:
    - ظهور أعراض على الشخص مثل أعراض الأنفلونزا من كثرة الرشح من الأنف وارتعاش وسعال وحرارة وهمدان في الجسم وغيرها، وقد يفلح المدمن المخضرم في إقناع وا

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 4:33 am